يجهل المؤرخون الأسباب التى أدت إلى انتقال الحكم إلى أسرة جديدة، أو بكلمات أخرى الأسباب التى أدت إلى انهيار الأسرة الأولى، كما أنه يصعب فى نفس الوقت تحديد العلاقة بين ملوك هذه الأسرة وملوك الأسرة الأولى. ومهما كان سبب التغيير، فإن هذا هو التقسيم الذى أورده إلينا المؤرخ المصرى "مانيتون"، والذى كان لديه الأسباب الداعية لذلك. ويواجه الدارس لهذه الأسرة مشكلة تسلسل ملوكها، حيث أن ترتيبهم النهائى لم يستقر بعد، وذلك بسبب قلة ما خلَّفه هؤلاء من آثار. وليس من الثابت أن كل ملوك هذه الأسرة قد بنوا لأنفسهم مقابر فى جبانة "أبيدوس"، وأنهم فضلوا العاصمة الشمالية "منف"، ومن ثم جبانتها "سقارة".
ملوك الأسرة الثانية حسب (قائمة أبيدوس).
بـﭽـاو . كـاكـاو . بـا نثـر . واﭺ نس . سـندى . ﭽـاﭽـاى . . .
"حتـﭖ- سخموى". "رع - نب" . "نى- نثر" . "ﭙر- إب - سن" . "خع- سخم" . "خع - سخموى"
ولعل أبرز ما حدث فى هذه الأسرة هو النزاع الدينى الذى نشب بين أنصار المعبودين "حور" و"ست"؛ إذ تشير الدلائل إلى أن نفوذ "حور" قد أخذ فى الازدياد فى الأسرة الأولى، وقد ساعد على ذلك انتساب ملوك هذه الأسرة إليه، وهو ما أدى إلى تقلص نفوذ الإله "ست" معبود الصعيد.وقد حدث فى النصف الثانى من الأسرة الثانية أن ظهرت حركة معادية لعبادة "حور" كرد فعل لازدياد نفوذه، وارتبطت هذه الحركة بالملك "ﭙر-إب-سن".
والسؤال الآن، هل كانت هناك ثورة دينية ضد المعبود "حور" بزعامة كهنة المعبود "ست"؛ أم أنه كان هناك صراع من نوع ما قد نشب بين جنوب مصر وشمالها. ومهما يكن الأمر، فإننا نعرف أن الملك "ﭙر-إب-سن" قد عاد إلى الصعيد، وشيد لنفسه قبراً فى "أبيدوس" فقط. وفى نفس الوقت لا توجد لدينا وثائق تبين لنا رد الفعل لدى أهل الشمال قِبَل هذا الموقف الجديد.
وخلف "ﭙر-إب-سن" الملك "خع- سخم"، والذى يبدو أنه قد وجد نفسه مضطراً لإرضاء الذين لم يرضهم ما فعله سلفه؛ فأعاد عبادة الإله "حور"، واتخذه رمزاً له.
وآخر ملوك هذه الأسرة هو الملك "خع- سخموى"، والذى وجد أنه من الحكمة إرضاء كلا الطرفين (أهل الشمال, وأهل الجنوب)؛ وذلك تجنباً لمزيد من الصراع، فاتخذ لنفسه شعاراً ضم الإلهين "حور" و"ست" معاً. وبهذا الحل الوسط عاد الاستقرار للبلاد، وانتهى الصراع بين الشمال والجنوب.
وإذا كان الملك "خع - سخموى" قد نجح فى إعادة وحدة البلاد، فإنه من ناحية أخرى قد كان حلقة الوصل بين هذه الأسرة والأسرة الثالثة، على اعتبار أنه تزوج من الملكة "نى- ماعت- حاب"، أُم الملك "زوسر" (مؤسس الأسرة الثالثة). وبنهاية عهد "خع- سخموى" انتهت الأسرة الثانية، وانتهى بها العصر العتيق.
No comments:
Post a Comment